الاثنين، 31 ديسمبر 2012

التعلم التعاوني- cooperative learning



 

cliquez sur X pour fermer
التعلم التعاوني- cooperative learning
مفهوم التعلم التعاوني:
ان التعلم التعاوني هو التعلم ضمن مجموعات صغيرة من الطلاب (2-6 طلاب) بحيث يسمح للطلاب بالعمل سوياً وبفاعلية، ومساعدة بعضهم البعض لرفع مستوى كل فرد منهم وتحقيق الهدف التعليمي المشترك. ويقوم أداء الطلاب بمقارنته بمحكات معدة مسبقاً لقياس مدى تقدم أفراد المجموعة في أداء المهمات الموكلة إليهم. وتتميز المجموعات التعلمية التعاونية عن غيرها من أنواع المجموعات بسمات وعناصر أساسية نناقشها فيما يلي، فليس كل مجموعة هي مجموعة تعاونية، فمجرد وضع الطلاب في مجموعة ليعملوا معاً لا يجعل منهم مجموعة تعاونية.

 وعرف البعض التعلم التعاوني بأنه البذرة الأولى ، وهو طريقة وأسلوب حديث في مجال تطوير أداء الطلاب الفعال ، من خلال الأداء المتميز من المعلمين ، وفي استخدام استراتيجيات التعلم التعاوني طريقة تدريبية حديثة من أجل تطوير إدارة الفصل للممارسات التربوية الصحيحة، في شكل مجموعات تعاونية، داخـل حجرة الفصل الدراسي .
وعليه فإن التعلم التعاوني يعد الطلاب بحيث يعملون مع بعضهم البعض داخل مجموعات صغيرة، ويساعد كل منهم الآخر لتحقيق هدف تعليمي مشترك ووصول جميع أفراد المجموعة إلى مستوى الإتقان. ويتم تقويم أداء مجموعة الطلاب وفق محكات موضوعة مسبقاً. وهذا التعلم يؤدي إلى أن الطلبة يطمحون للفوائد المتبادلة حيث يستفيد كل فرد في المجموعة من الأفراد الآخرين ، ويعلمون أن جميع الأفراد يشاركون المصير نفسه ، ويعلمون أن أداء أي فرد منهم تم من خلال عمله وعمل الآخرين معه، و الشعور بالفرح

وبالمقارنة مع العمل التنافسي والعمل الفردي ، فإن التعلم التعاوني يؤدي إلى زيادة في التحصيل والإنتاجية وقوة في الإيجابية واهتمام بالصحة النفسية ، من أجل رفع الكفاية الاجتماعية وتقدير الذات ، وهذا يؤدي إلى أن التعلم التعاوني من الأساليب التربوية الأكثر أهمية بالنسبة للمربين في مجال التربية والتعليم ، في تطوير أداء الفصل. وقد حث القرآن الكريم على التعاون على البر ، حيث قال الله تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) ، ” سورة المائدة ، الآيه :2 ” ، كما نفهم أهمية التعاون من قول الرسول عليه الصلاة والسلام : ” والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ” . رواه مسلم .
وقد تم معرفة الجذور العملية للتعلم التعاوني، ففي أواخر القرن الثامن عشر الميلادي تم استخدام المجموعات التعليمية التعاونيـة في بريطانيا على نطاق واسع ، ثم نقلت الفكرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، عندما افتتحت مدرسة تتبع هذا الأسلوب في مدينة نيويورك عام 1806م ، وفي أوائل القرن التاسع عشر كان هناك تركيز قوي على التعلم التعاوني في المدارس الأمريكية ، وقد طور فكرة التعليم التعاوني التطبيقي العالم باركر Parker ( 1875 – 1880م ) ، ثم تبعه جون ديوي John Dewey الذي عزز استخدام المجموعات التعليمية التعاونية حتى أصبح جزءاً من أسلوبه المشهور في التعلم .

العناصر(المبادىء) الأساسية للتعلم التعاوني:
1- الاعتماد المتبادل الإيجابي:
يعد هذا العنصر من أهم عناصر التعلم التعاوني، ويمكن بناؤه بشكل ناجح عندما يدرك أعضاء المجموعة أنهم مرتبطون مع بعضهم بعضاً بطريقة لا يستطيع فيها أن ينجح أي واحد منهم إلا إذا نجحوا جميعاً، وإذا فشل فشلوا جميعاً. ويبنى هذا الشعور من خلال وضع هدف مشترك للمجموعة بحيث يتأكد الطلاب من تعلم جميع أعضاء المجموعة. كذلك يمكن من خلال المكافآت المشتركة لأعضاء المجموعة يتم بناء الشعور بالاعتماد المتبادل وذلك كأن يحصل كل عضو في المجموعة على نقاط إضافية عندما يحصل جميع الأعضاء على نسبة أعلى من النسبة المحددة بالاختبار.

2- المسئوليـة الفرديـة والمسئوليـة الجماعيـة :
هناك مستويان من مستويات المسئولية التي يجب أن تبنى في المجموعات التعليمية التعاونية على النحو التالي:
 - المجموعة يجب أن تكون مسئولة عن استيعاب وتحقيق أهدافها وقياس مدى نجاحها في تحقيق تلك الأهداف وتقييم جهود كل فرد من أعضائها. ولكي يتحقق الهدف من التعلم التعاوني، على أعضاء المجموعة مساعدة من يحتاج من أفراد المجموعة إلى مساعدة إضافية لإنهاء المهمة وبذلك يتعلم الطلاب معاً لكي يتمكنوا من تقديم أداء أفضل في المستقبل كأفراد.

- وكل عضو من أعضاء المجموعة يجب أن يكون مسئولاً عن الإسهام بنصيبه في العمل. فالمسؤولية الفردية تتم من خلال تقييم المجموعة لأدائها لكل طالب ، وتعاد النتائج إلى المجموعة والفرد من أجل التأكد ممن هو في حاجة إلى مساعدة إضافية أو دعم أو تشجيع لإنهاء المهمة، فهذا هو الهدف الأسمى لمفهوم التعلم، بمعنى أن الطلاب يتعلمون معاً لكي يتمكنوا فيما بعد من تقديم أداء أفضل منفردين .

3-  التفاعل المعزز وجهاً لوجه :
يحتاج الطلاب إلى القيام بعمل حقيقي معاً، وذلك بالاشتراك في استخدام المصادر وتقديم المساعدة والدعم والتشجيع على الجهود التي يبذلها كل واحد منهم، ومن خلال طريقة المجموعات الصغيرة يكون الطالب وجهاً لوجه أمام زميله في داخل المجموعة الصغيرة. ويتم التأكد من هذا التفاعل من خلال مشاهدة التفاعل اللفظي الذي يحدث بين أفراد المجموعة وتبادلهم الشرح والتوضيح والتلخيص الشفوي. يعد التفاعل وجهاً لوجه غاية في حد ذاته بل هو وسيلة لتحقيق أهداف هامة مثل: تطوير التفاعل اللفظي في الصف، وتطوير التفاعلات الإيجابية بين الطلاب التي تؤثر إيجابياً على المردود التربوي. و يكون التعاون إيجابيّاً فيما بينهم، من خلال قلة أعداد المجمــوعة، وعدم الحرج أمـام زملائه في أثناء النقاش، وطرح التساؤلات، والاستفادة من معلومات زملائهم داخل المجموعة نفسها، وهنا يصبـــح الأعضــاء ملتزمين شخصّياً نحو بعضهم بعضاً، وكذلك نحو تحقيق أهدافهم المشتركة

4- تعليم الطلاب المهارات الجماعية والشخصية المطلوبة:
من خلال تكوين المجموعات الصغيرة داخل الفصل من أجل استخدام التعلم التعاوني يجب أن يتعلم الأعضاء مهارات القيادة ، واتخاذ القرارات ، وبنـاء الثقة والتواصل ، وإدارة الصراع بطريقة هادفة تماماً ليتعلم المهارات التعليمية ، وبما أن التعاون والصراع متلازمان ، فإن الإجراءات والمهارات اللازمة لإدارة الصراع بشكل بناء تعتبر ذات أهمية خاصة بالنسبة للنجاح الدائم للمجموعات التعليمية التعاونية .

5- معالجة عمل المجموعة :
تعد الخطوة الأخيرة في تقويم عمل المجموعة، ومدى تحقق أهدافها، ومدى محافظتها على علاقات عمل فاعلة بين أفرادها. إن المجموعات بحاجة إلى بيان تصرفات الأعضاء المفيدة وغير المفيدة لاتخاذ القرارات حول التصرفات التي يجب أن تستمر، وتلك التي يجب أن يتم تعديلها، إذ أن التطور المستمر لعملية التعلم ينتج عن التحليل الدقيق لطريقة عمل الأعضاء معاً، وكيفية إثراء فاعلية عمل المجموعات.

  أنواع مجموعات التعلم التعاوني
‌أ-المجموعات التعلمية التعاونية الرسمية ( الأساسية):
المجموعات التعلمية التعاونية الرسمية هي مجموعات طويلة الأجل وغير متجانسة وذات عضوية ثابتة ، قد تدوم من حصة صفية واحدة إلى عدة أسابيع. ويعمل الطلاب فيها معاً للتأكد من أنهم وزملاءهم في المجموعة قد أتموا بنجاح المهمة التعلمية التي أسندت إليهم. وأي مهمة تعليمية في أي مادة دراسية لأي منهاج يمكن أن تبنى بشكل تعاوني. كما أن أية متطلبات لأي مقرر أو مهمة يمكن أن تعاد صياغتها لتتلاءم مع المجموعات التعلمية التعاونية الرسمية .
والغرض منها أن يقوم الأعضاء فيها بتقديم الدعم والتشجيع والمساندة لبعضهم بعضا كي يتقدموا أكاديميا.وقد تلتقي المجموعات الأساسية بشكل يومي في المرحلة الابتدائية، ومرتين في الأسبوع في المرحلة المتوسطة والثانوية. وتتصف المجموعات التعلمية التعاونية الأساسية في الأغلب الأعم بأنها غير متجانسة العضوية ، وخاصة من حيث الدافعية نحو التحصيل، والتركيز على المهمة، ويلتقي أعضاؤها بانتظام، ودائمة بدوام الدراسة .
وتنقسم المجموعات التعلمية التعاونية الأساسية إلى نوعين وهما :

1-المجموعات الخاصة بالمساق ( المادة التعليمية):

وهذا النوع يتسم عادة بعدم التجانس بين أعضائه ، وتتكون المجموعة من 2-6 طلاب تستمر طوال فترة دراسة المساق ، وتعمل هذه المجموعات على إضفاء الصفة الشخصية على العمل المطلوب ، وعلى الخبرات التعلمية الموجودة في المساق . كما تقوم هذه المجموعات بتوضيح أية أسئلة تتعلق بالمهام المطلوبة في المساق ، والجلسات الصفية ، وتناقش المهام المسندة إليها ، وتخطط وتراجع وتحرر البحوث. وتعد الطلاب للاختبارات ، وتتأكد من إنجاز كل طالب للمهام المكلف بها ، ومن تقدمه بصورة مقبولة في فهم المساق .

2- المجموعات الأساسية المدرسية:
وهي مجموعات يتم تشكيلها من جميع طلاب السنة الدراسية الواحدة من بداية العام الدراسي ، ويتعين على إدارة المدرسة أن تعد جدول الحصص بحيث تضم المجموعات الأساسية أكبر عدد ممكن من الطلاب من نفس الصفوف ، ويبقى الطلاب في تلك المجموعات معا إلى أن يتخرج جميعهم ، وتجتمع المجموعات مرتين في اليوم إذا كان أفرادها من المرحلة الابتدائية ، أو مرتين في الأسبوع إذا كانوا من المرحلة المتوسطة ، أو الثانوية ، للتأكد من تحقيق جميع الطلاب لتقدم أكاديمي جيد .
ب‌-المجموعات التعلمية التعاونية غير الرسمية(غير الأساسية)

المجموعات التعلمية التعاونية غير الرسمية تعرف “بأنها مجموعات ذات غرض خاص قد تدوم من بضع دقائق إلى حصة صفية واحدة. ويستخدم هذا النوع من المجموعات أثناء التعليم المباشر الذي يشمل أنشطة مثل محاضرة، تقديم عرض، أو عرض شريط فيديو بهدف توجيه انتباه الطلاب إلى المادة التي سيتم تعلمها، وتهيئة الطلاب نفسياً على نحو يساعد على التعلم، والمساعدة في وضع توقعات بشأن ما سيتم دراسته في الحصة، والتأكد من معالجة الطلاب للمادة فكرياً وتقديم غلق للحصة

وهي مجموعات تعلمية تعاونية ثنائية يقوم المدرس بتشكيلها ، محاولا قدر الإمكان أن يجعلها مجموعات غير متجانسة . ومن المتعارف عليه أن التعلم التعاوني يبدأ بالتخطيط والتنفيذ لدروس تعاونية رسمية ، وفي هذا النوع من المجموعات يعمل الطلاب معا مدة تتراوح ما بين حصة كاملة ، وعدد من الحصص تنفد على مدار أسابيع ، وذلك لتحقيق الأهداف التعلمية المشتركة ، والعمل معا على الإنجاز المشترك للمهام التي كلفوا بها .وتتميز المجموعات الثنائية عن غيرها من المجموعات الأخرى بالتالي :
1-أن كل طالب في المجموعة إما أنه يتحدث مع زميله، أو يستمع إليه.
2- تحافظ على انهماك أفرادها في العمل .
3- أنها أقل إزعاجا ، وأكثر انضباطية من المجموعات الكبيرة .
4- تزيد التواصل البصري، الذي بدوره يشجع التواصل الصادق، ويساعد على إيجاد علاقات تتسم بالاحترام بين أعضاء المجموعة.

سابعاً- أسس وخطوات نجاح التعلم التعاوني:
تمر طريقة المجموعات التعلمية التعاونية لكي تؤدي عملها على الوجه الأكمل بعدة أسس وخطوات يمكن إيجازها في الآتي :

-جو العمل: فالفاعلية في حل المشكلات تتطلب توفير جو مادي للجماعة يساعد على التعرف على المشكلة.
-
الطمأنينة: إن العلاقة الطبيعية بين الطلاب لا تدع مجالا للخلاف، وتسمح بالانتقال من المهام الفردية، إلى أهداف الجماعة.
-
القيادة الموزعة : توزيع القيادة بين الطلاب يؤدي إلى انغماسهم في المهام ، كما يسمح بأقصى نمو ممكن بينهم .
-
وضوح الأهداف: إن الصياغة الواضحة للهدف تزيد من الشعور بالجماعة، كما تزيد من اشتراك الطلاب في عملية اتخاذ القرارات.
-
المرونة: على الجماعات أن تضع خطة عمل لإتباعها من البداية، مع وضع أهداف جديدة في ضوء الاحتياجات الجديدة، وحينئذ يمكن تعديل خطة العمل.
-
الإجماع: من الضروري أن تستمر عملية اقتراح القرارات ومناقشتها، حتى تصل الجماعة إلى قرار يحصل على موافقة جماعية.
-
الإحاطة بالعملية : إن الإحاطة بالعملية الجماعية تزيد من احتمال التعرف على الهدف ، كما تسمح بالتعديل السريع للأهداف الرئيسة والفرعية .
-
حجم المجموعات: تختلف أعداد طلاب المجموعات باختلاف موضوعات التعلم.
-
توزيع الطلاب على المجموعات: ويتعين عند التوزيع مراعاة تنوع قدراتهم، وميولهم، ودرجات رغبتهم في المشاركة والتعاون.
-
تخطيط مواد التدريس بالمجموعات المتعاونة: ينبغي أن يتم تخطيط المواد بصيغ مشجعة على التفاعل والتعاون المشترك لأفراد المجموعة الواحدة، والمجموعات مع بعضها بعضا.
-
توضيح مهمة التحصيل للمجموعات المتعاونة، بإعلام طلاب المجموعة بطبيعة التعلم الذي سيقومون به ، وبالأهداف التي سيحققونها ، ونوع المفاهيم والمعارف المتصلة بكل ذلك .
-
اقتراح أساليب ووسائل مشتركة لتوحيد وتكثيف وتعاون أفراد المجموعة وتفاعلها من جانب، ومتابعتهم والتعرف على مدى تعاونهم ومشاركتهم في التعلم والتحصيل من جانب آخر.
-
توضيح المعايير اللازمة لنجاح التحصيل والتعلم للمجموعات التعلمية التعاونية.
-
تحديد أنواع السلوكيات المرغوبة نتيجة عمل المجموعات التعاونية، ومتابعة وتوجيه هذه السلوكيات للوصول بها إلى الأفضل.
-
مساعدة المجموعات المتعاونة في التغلب على صعوبات التعلم، وتقديم التغذية الراجعة اللازمة لتصحيح ما أخفقوا فيه.
-
تقويم كفاية تعلم الطلاب بالمجموعات التعلمية المتعاونة ، بالاختبارات ومواقف التحصيل المتنوعة

الأحد، 16 ديسمبر 2012

الطريقة القصصية

الطريقة القصصية
     
تعد طريقة التدريس القائمة على تقديم المعلومات والحقائق بشكل قصصي، من الطرق التقليدية التي تندرج تحت مجموعة العرض، وهذه الطريقة تعد من أقدم الطرق التي استخدمها الإنسان لنقل المعلومات والعبر إلى الأطفال، وهي من الطرق المثلى لتعليم التلاميذ خاصة الأطفال منهم، كونها تساعد على جذب انتباههم وتكسبهم الكثير من المعلومات والحقائق التاريخية، والخلقية، بصورة شيقة وجذابة.  وقد استخدم الاسلوب القصصي في القرآن الكريم، حيث وردت العديد من القصص المعبرة في القرآن الكريم.
شروط استخدام طريقة القصة في التدريس :
لاستخدام الطريقة القصصية في التدريس هناك مجموعة من الشروط التي ينبغي على المعلم مراعاتها عند التدريس بهده الطريقة هي :
1 ـ أن يكون هناك ارتباط بين القصة وبين موضوع الدرس.
2 ـ أن تكون القصة مناسبة لعمر التلاميذ ومستوى نضجهم العقلي.
3 ـ أن تدور القصة حول أفكار ومعلومات وحقائق يتم من خلالها تحقيق أهداف.
مع تركيز المعلم على مجموعة المعلومات والحوادث التي تخدم تلك الأهداف، بحيث لا ينصرف ذهن التلميذ إلى التفصيلات غير الهامة ويبتعد عن تحقيق الغرض المحدد للقصة.
4 ـ أن تكون الأفكار والحقائق والمعلومات المتضمنة في القصة قليلة حتى لا تؤدي كثرتها إلى التشتت وعدم التركيز.
5 ـ أن تقدم القصة بأسلوب سهل وشيق يجذب انتباه التلاميذ ويدفعهم إلى الإنصات والاهتمام.
6 ـ ألا يستخدم المعلم هذه الطريقة في المواقف التي لا تحتاج إلى القصة.
7 ـ أن تكون الحوادث المقدمة في إطار القصة متسلسلة ومتتابعة، وأن تبتعد عن الحوادث والمعاني التي تصور المواقف تصويراً حسياً.
8 ـ أن يستخدم المعلم أسلوب تمثيل الموقف بقدر الإمكان ، ويستعين بالوسائل التعليمية المختلفة التي تساعده على تحقيق مقاصده من هذه القصة. وفي ضوء هذه الشروط يتبين أن اتباع الطريقة القصصية في التدريس يتطلب أن يكون المعلم مزوداً بقدر من القصص التي تتناسب مع مستوى تلاميذ المرحلة التي يعمل بها وترتبط بموضوعات المنهج المقرر. كما يتضح أن هذه الطريقة يمكن أن تستخدم في المواد الاجتماعية وخاصة في دروس التاريخ، وفي بعض فروع اللغة العربية والتربية الإسلامية.

الطريقة الهربارتية/ الاستنباطية


الطريقة الهربارتية/ الاستنباطية                            د. حسن ملاك
    تنسب هذه الطريقة الى التربوي الالماني فريدريك هربرت وقد جمع هربارت الطريقتين الاستنتاجية والاستقرائية فى طريقة واحدة وأطلق عليها الطريقة الاستدلالية أو الهربارتية.
   الاستنباط : هي الاعتماد في الوصول إلى المعلومات الجديدة على جهود التلاميذ (الاستخراج والاستخلاص).
     والطريقة الاستنباطيّة تنقسم إلى طريقتين متعاكستين ينطبق على كليهما معنى الاستنباط وهو الاستخراج والاستخلاص:
 الطريقة الأولى تسمّى القياسيّة أو الاستنتاجيّة(التحليلية): وتعني تحليل الكلّيّات للوصول إلى الجزئيّات (من العام الى الخاص).
والثانية تسمّى الاستقرائيّة: وتعني جمع الجزئيّات واستقصاءها للوصول إلى الكلّيّات (من الخاص الى العام).
 خطوات الطريقة الهربارتية:
- المقدمة : الغرض منها استثارة المعلومات السابقة والتشويق الى الدرس الجديد .
- العرض : وفيه تعرض المادة مرتبة وتقدم الامثلة والجزئيات وتستخدم وسائل الايضاح .
- الربط والموازنة : وفى هذه الخطوة يربط المعلم مادة الدرس بغيرها مما سبقت دراسته ويوازن بينهما .
- التعميم (الاستنتاج) : وفيه يصل المعلم الى التعريف او القاعدة التى تستنتج من الامثلة او الكليات التى تستخلص من الجزئيات .
- التطبيق : وفيه تطبيق القواعد والتعاريف والكليات على امثلة جزئية جديدة .


   تقوم هذه الطريقة على النمط العقلي وترتب الخطوات فيها ترتيبا تصاعديا وفكريا وتبدأ بدراسة الجزئيات وفحصها وملاحظة نتائجها والموازنة بينها. واساس هذه الطريقة هي نظرية تربوية ترى أن العقل البشري يتكون من المدركات الفكرية وهذه الأخيرة يتراكم بعضها فوق بعض أو يرتبط بعضها بالبعض الآخر وان هذه الأفكار تتفاعل مع بعضها البعض فتنتج أفكار جديدة وهكذا وضع هربارت الخطوات المنطقية الخمس وهي: المقدمة-العرض والربط والاستنباط والتطبيق . والطريقة الهربارتية تتدخل مع طريقة المحاضرة والنقاش ومن أهم مبادئها:
ان التعليم والتعلم يتمان عن طريق بناء ترابطات للمحتويات، والتعليم عن طريق التداعي أو الترابط قديم فقد قال به" افلاطون" أن ما يكتسبه المتعلم من الخبرات الجديدة يندمج في مجموعة خبراته القديمة فتتكون من الخبرات القديمة والجديدة كتلة عملية مرتبطة تكون بمثابة بوتقة تتلقى بدورها ما يجد من الخبرات وتعمل على صهرها وهكذا ، لان التعليم الذي ينادي به هيربارت يستلزم الاهتمام ، أو بتعبير آخر لا يتم تمثيل المعرفة والأفكار فيه تمثيلا فعليا إلا إذا شارك الطفل فيها مشاركة فعالة فاعلة وهذا هو الاهتمام والانتباه .
إن الهدف عند هاربارت هو تكوين العقل حيث أن العقل هو نتيجة التربية أو مجموع الأفكار التي تصل إلى الإنسان عن طريق الحواس ، ويرفض هربارت تقسيم العقل إلى ملكات ويعد العقل وحدة واحدة.
وتقوم طريقة هربارت على الأسس والمرتكزات الآتية:
-أن العقل البشري فراغ، وخال من كل شيء تمثل إليه الأفكار من الخارج وتخرج منه كلما أرادت.
-يتألف العقل من مجموعة من الصور الذهنية المتكونة والمستقرة حتى إذا ما تولدت صور جيدة أقوى من الصور السابقة دفعت بها من بؤرة الشعور إلى عتبة الشعور.
-يختزن العقل البشري مجموعة من المدركات الحسية والصور الذهنية وبعض الحقائق القديمة التي يتراكم بعضها فوق البعض 
-الأفكار والمذكرات المخترقة حية تتفاعل مع بعضها باستمرار لإنتاج أفكار ومدركات جديدة.
وفي الطريقة الاستنباطية يقوم المعلّم باستخراج المعلومات من المتعلّمين من خلال استثارة قدراتهم التفكيريّة بأسئلة متسلسلة، أو أمثلة متنوّعة، أو أدلّة متتابعة بحيث تنتهي بالمعرفة المراد تعريف المتعلّمين بها. وهي طريقة تتطلّب تحليلًا صحيحاً للحقائق والمعارف الموجودة في المحتوى لتحضير أسئلة مناسبة أو أمثلة محكمة وأدلّة مناسبة، كما تتطلّب متابعة دقيقة لمشاركة المتعلّمين وتوجيه ذكيّ نحو المعرفة المطلوب استخلاصها.
ولكي تحقّق هذه الطريقة أهدافها التعليميّة التربويّة، ينبغي مراعاة ما يلي:
- تحديد المعارف المراد استخدام هذه الطريقة في عرضها، وهي الّتي يتوفّر فيها وصف الجدّة والعمق والتركيب.
- قد تستغرق زمناً طويلاً نسبياً في تطبيقها، لذا ينبغي توزيع الزمن توزيعاً جيّداً عند استخدامها، وأن لا تستخدم بكثرة في الحصّة الواحدة خصوصاً إذا كان المحتوى طويلاً.
- اتّسام المعلّم بسعة صدره ومهارته في تلقّي إجابات المتعلّمين.
الطريقة الاستنتاجية :
    الطريقة الاستنتاجية : تبدأ من القاعدة لتصل إلى الأمثلة، وتبدأ بتعليم الكليات وتنتهي بالجزئيات. فالاستنتاج  هو انتقال العقل من قواعد أحكام عامة مسلم بصحتها إلى حكم خاص .
وتسمى الطريقة ( القياسية ) (التحليلية) : التحليل ( تجزئة المعرفة إلى عناصرها مع إدراك العلاقة فيما بينها ).
يتكون الاستنتاج من ثلاثة مكونات :
- المقدمة الأولى ( القاعدة الكبرى ) قاعدة كلية مقبولة وصادقة.
- المقدمة الثانية ( القاعدة الصغرى ) حالة فردية من حالات القاعدة الكلية .
- النتيجة ـ هي التوصل لإمكان انطباق القاعدة الكلية على الحالة الفردية.

مثال:
-تمتاز الفلزات بتوصيلها التيار الكهربائي(القاعدة الكبرى)
-النحاس فلز (القاعدة الصغرى)
-النتيجة : النحاس موصل للتيار الكهربائي
الطريقة الاستقرائيّة:
    معنى الاستقراء: التتبّع، والتحرّي، والتفحّص. وسمّيت هذه الطريقة كذلك, لأنّها تتّبع أجزاء الدّرس وأمثلته وتفاصيل المعلومات الّتي يحتويها، وتستقصيها, لتستخرج منها خلاصة الدرس، وتستنبط قاعدته الّتي تنظّم جميع تلك الأجزاء والتفاصيل.  
تُستخدَم  هذه الطريقة عندما يراد الوصول إلى قاعدة عامّة (نظريّة أو قانون)، وهي تتمثل بعمليّة الانتقال من شيء خاصّ إلى شيء عامّ ثمّ إلى النتيجة فتكون درجة الاستدلال واضحة. فمثلاً إذا قلنا:
سقراط إنسان (مقدّمة صغرى(
وكلّ إنسان فانٍ (مقدّمة كبرى(
إذاً سقراط فانٍ (نتيجة(
فهنا انتقلنا من سقراط الخاصّ إلى إنسان وهي أعمّ ثمّ وصلنا إلى النتيجة.
ومن أمثلة ذلك، إذا رأى الباحث أنّ قطعة من الحديد تمدّدت بالحرارة، ثمّ لاحظ قطعة ثانية وثالثة تمدّدتا بالحرارة فإنّه ينتقل إلى الحكم أو التعميم الآتي: كلّ الحديد يتمدّد بالحرارة.
مميّزات الطريقة الاستقرائيّة:
تتميّز الطريقة الاستقرائيّة بعدّة مميّزات من أبرزها ما يلي:
1
ـ تبقى المعلومات الّتي تُكتسب بواسطة هذه الطريقة في الذاكرة أكثر من المعلومات الّتي تُكتسب بواسطة القراءة أو الإصغاء، لأنّ ما يتوصّل إليه المتعلّم بنفسه يرسخ في ذهنه أكثر ممّا يقدمه المعلّم إليه.
2
ـ إنّ المتعلّم الّذي يتوصّل إلى تعميم ما، أو يستنتج قاعدة ما بهذه الطريقة يستطيع بعد مرور زمن ولو كان طويلاً أن يصل إلى التعميم أو القاعدة نفسها إذا نسيها، فخطوات التفكير في الحصول عليها تبقى معه.
3
ـ يفهم المتعلّمون التعميمات الّتي يتوصلون إليها بمساعدة المعلّم أكثر من تلك الّتي يقدّمها المعلّم إليهم مهيّأة، أو الّتي يجدونها في كتبهم المقرّرة.
4
ـ يستطيع المتعلّم تطبيق التعميمات الّتي يتوصل إليها بسهولة أكثر من تطبيق تلك الّتي تقدَّم إليه مهيَّأة، وذلك لحسن فهمه لها.
 -5
إنّ أسلوب التفكير الّذي يتعود عليه المتعلّم في الدروس الاستقرائيّة يفيده في حياته القادمة، فالمتعلّم الّذي يتعلّم كيف يفكّر بواسطة الدروس الاستقرائيّة، ويتقن طريقة التفكير في الوصول إلى التعميمات يصبح فرداً مستقلاً في تفكيره واتّجاهاته، وفي أعماله المدرسيّة والحياتيّة الأخرى.
سلبيات الطريقة الاستقرائيّة:
يؤخذ على الطريقة الاستقرائيّة أنّها:
1
ـ لا تمثّل المتعلّم الّذي ينبغي أن يكون محور العمليّة التعليميّة، بل يكون النشاط في   هذه الطريقة معظمه للمعلّم.
2
ـ يتعذّر تطبيق هذه الطريقة في دروس كسب المهارات.
3
ـ تتعارض مع مبادئ علم النفس الحديث بإهمالها الدوافع الداخليّة للفرد واستعداداته للنواحي الوجدانيّة.
4
ـ تهتمّ بدراسة المادّة وتقديم الأفكار الجديدة، وتهمل الحياة ومشكلاتها.
إنّ التوصّل إلى بعض النظريّات والقوانين يحتاج إلى قدرات عالية. لذا تقتصر على المتعلّمين أصحاب المواهب والقدرات العالية. و قد لا يستطيع المتعلّمون العاديّون التوصّل إلى نتائج.
6- تحتاج إلى وقت طويل".

المراجع:
1-    الحيلة ، محمد محمود. طرائق التدريس لاستراتيجياته،دار الكتاب   الجامعي، العين الإمارات المتحدة،ط2،1422،2002
2-    مرعي، توفيق، والحيلة، محمود. طرائق التدريس العامة. دار المسيرة للنشر والتوزيع-عمان. ط5، 2011.
3-    العبيدي، هاني إبراهيم، وحسن، جمال وآخرون:استراتيجيات حديثة في التدريس والتقويم، عالم الكتب الحديث،اربد،ط1، 2006.