الأحد، 16 ديسمبر 2012

الطريقة الهربارتية/ الاستنباطية


الطريقة الهربارتية/ الاستنباطية                            د. حسن ملاك
    تنسب هذه الطريقة الى التربوي الالماني فريدريك هربرت وقد جمع هربارت الطريقتين الاستنتاجية والاستقرائية فى طريقة واحدة وأطلق عليها الطريقة الاستدلالية أو الهربارتية.
   الاستنباط : هي الاعتماد في الوصول إلى المعلومات الجديدة على جهود التلاميذ (الاستخراج والاستخلاص).
     والطريقة الاستنباطيّة تنقسم إلى طريقتين متعاكستين ينطبق على كليهما معنى الاستنباط وهو الاستخراج والاستخلاص:
 الطريقة الأولى تسمّى القياسيّة أو الاستنتاجيّة(التحليلية): وتعني تحليل الكلّيّات للوصول إلى الجزئيّات (من العام الى الخاص).
والثانية تسمّى الاستقرائيّة: وتعني جمع الجزئيّات واستقصاءها للوصول إلى الكلّيّات (من الخاص الى العام).
 خطوات الطريقة الهربارتية:
- المقدمة : الغرض منها استثارة المعلومات السابقة والتشويق الى الدرس الجديد .
- العرض : وفيه تعرض المادة مرتبة وتقدم الامثلة والجزئيات وتستخدم وسائل الايضاح .
- الربط والموازنة : وفى هذه الخطوة يربط المعلم مادة الدرس بغيرها مما سبقت دراسته ويوازن بينهما .
- التعميم (الاستنتاج) : وفيه يصل المعلم الى التعريف او القاعدة التى تستنتج من الامثلة او الكليات التى تستخلص من الجزئيات .
- التطبيق : وفيه تطبيق القواعد والتعاريف والكليات على امثلة جزئية جديدة .


   تقوم هذه الطريقة على النمط العقلي وترتب الخطوات فيها ترتيبا تصاعديا وفكريا وتبدأ بدراسة الجزئيات وفحصها وملاحظة نتائجها والموازنة بينها. واساس هذه الطريقة هي نظرية تربوية ترى أن العقل البشري يتكون من المدركات الفكرية وهذه الأخيرة يتراكم بعضها فوق بعض أو يرتبط بعضها بالبعض الآخر وان هذه الأفكار تتفاعل مع بعضها البعض فتنتج أفكار جديدة وهكذا وضع هربارت الخطوات المنطقية الخمس وهي: المقدمة-العرض والربط والاستنباط والتطبيق . والطريقة الهربارتية تتدخل مع طريقة المحاضرة والنقاش ومن أهم مبادئها:
ان التعليم والتعلم يتمان عن طريق بناء ترابطات للمحتويات، والتعليم عن طريق التداعي أو الترابط قديم فقد قال به" افلاطون" أن ما يكتسبه المتعلم من الخبرات الجديدة يندمج في مجموعة خبراته القديمة فتتكون من الخبرات القديمة والجديدة كتلة عملية مرتبطة تكون بمثابة بوتقة تتلقى بدورها ما يجد من الخبرات وتعمل على صهرها وهكذا ، لان التعليم الذي ينادي به هيربارت يستلزم الاهتمام ، أو بتعبير آخر لا يتم تمثيل المعرفة والأفكار فيه تمثيلا فعليا إلا إذا شارك الطفل فيها مشاركة فعالة فاعلة وهذا هو الاهتمام والانتباه .
إن الهدف عند هاربارت هو تكوين العقل حيث أن العقل هو نتيجة التربية أو مجموع الأفكار التي تصل إلى الإنسان عن طريق الحواس ، ويرفض هربارت تقسيم العقل إلى ملكات ويعد العقل وحدة واحدة.
وتقوم طريقة هربارت على الأسس والمرتكزات الآتية:
-أن العقل البشري فراغ، وخال من كل شيء تمثل إليه الأفكار من الخارج وتخرج منه كلما أرادت.
-يتألف العقل من مجموعة من الصور الذهنية المتكونة والمستقرة حتى إذا ما تولدت صور جيدة أقوى من الصور السابقة دفعت بها من بؤرة الشعور إلى عتبة الشعور.
-يختزن العقل البشري مجموعة من المدركات الحسية والصور الذهنية وبعض الحقائق القديمة التي يتراكم بعضها فوق البعض 
-الأفكار والمذكرات المخترقة حية تتفاعل مع بعضها باستمرار لإنتاج أفكار ومدركات جديدة.
وفي الطريقة الاستنباطية يقوم المعلّم باستخراج المعلومات من المتعلّمين من خلال استثارة قدراتهم التفكيريّة بأسئلة متسلسلة، أو أمثلة متنوّعة، أو أدلّة متتابعة بحيث تنتهي بالمعرفة المراد تعريف المتعلّمين بها. وهي طريقة تتطلّب تحليلًا صحيحاً للحقائق والمعارف الموجودة في المحتوى لتحضير أسئلة مناسبة أو أمثلة محكمة وأدلّة مناسبة، كما تتطلّب متابعة دقيقة لمشاركة المتعلّمين وتوجيه ذكيّ نحو المعرفة المطلوب استخلاصها.
ولكي تحقّق هذه الطريقة أهدافها التعليميّة التربويّة، ينبغي مراعاة ما يلي:
- تحديد المعارف المراد استخدام هذه الطريقة في عرضها، وهي الّتي يتوفّر فيها وصف الجدّة والعمق والتركيب.
- قد تستغرق زمناً طويلاً نسبياً في تطبيقها، لذا ينبغي توزيع الزمن توزيعاً جيّداً عند استخدامها، وأن لا تستخدم بكثرة في الحصّة الواحدة خصوصاً إذا كان المحتوى طويلاً.
- اتّسام المعلّم بسعة صدره ومهارته في تلقّي إجابات المتعلّمين.
الطريقة الاستنتاجية :
    الطريقة الاستنتاجية : تبدأ من القاعدة لتصل إلى الأمثلة، وتبدأ بتعليم الكليات وتنتهي بالجزئيات. فالاستنتاج  هو انتقال العقل من قواعد أحكام عامة مسلم بصحتها إلى حكم خاص .
وتسمى الطريقة ( القياسية ) (التحليلية) : التحليل ( تجزئة المعرفة إلى عناصرها مع إدراك العلاقة فيما بينها ).
يتكون الاستنتاج من ثلاثة مكونات :
- المقدمة الأولى ( القاعدة الكبرى ) قاعدة كلية مقبولة وصادقة.
- المقدمة الثانية ( القاعدة الصغرى ) حالة فردية من حالات القاعدة الكلية .
- النتيجة ـ هي التوصل لإمكان انطباق القاعدة الكلية على الحالة الفردية.

مثال:
-تمتاز الفلزات بتوصيلها التيار الكهربائي(القاعدة الكبرى)
-النحاس فلز (القاعدة الصغرى)
-النتيجة : النحاس موصل للتيار الكهربائي
الطريقة الاستقرائيّة:
    معنى الاستقراء: التتبّع، والتحرّي، والتفحّص. وسمّيت هذه الطريقة كذلك, لأنّها تتّبع أجزاء الدّرس وأمثلته وتفاصيل المعلومات الّتي يحتويها، وتستقصيها, لتستخرج منها خلاصة الدرس، وتستنبط قاعدته الّتي تنظّم جميع تلك الأجزاء والتفاصيل.  
تُستخدَم  هذه الطريقة عندما يراد الوصول إلى قاعدة عامّة (نظريّة أو قانون)، وهي تتمثل بعمليّة الانتقال من شيء خاصّ إلى شيء عامّ ثمّ إلى النتيجة فتكون درجة الاستدلال واضحة. فمثلاً إذا قلنا:
سقراط إنسان (مقدّمة صغرى(
وكلّ إنسان فانٍ (مقدّمة كبرى(
إذاً سقراط فانٍ (نتيجة(
فهنا انتقلنا من سقراط الخاصّ إلى إنسان وهي أعمّ ثمّ وصلنا إلى النتيجة.
ومن أمثلة ذلك، إذا رأى الباحث أنّ قطعة من الحديد تمدّدت بالحرارة، ثمّ لاحظ قطعة ثانية وثالثة تمدّدتا بالحرارة فإنّه ينتقل إلى الحكم أو التعميم الآتي: كلّ الحديد يتمدّد بالحرارة.
مميّزات الطريقة الاستقرائيّة:
تتميّز الطريقة الاستقرائيّة بعدّة مميّزات من أبرزها ما يلي:
1
ـ تبقى المعلومات الّتي تُكتسب بواسطة هذه الطريقة في الذاكرة أكثر من المعلومات الّتي تُكتسب بواسطة القراءة أو الإصغاء، لأنّ ما يتوصّل إليه المتعلّم بنفسه يرسخ في ذهنه أكثر ممّا يقدمه المعلّم إليه.
2
ـ إنّ المتعلّم الّذي يتوصّل إلى تعميم ما، أو يستنتج قاعدة ما بهذه الطريقة يستطيع بعد مرور زمن ولو كان طويلاً أن يصل إلى التعميم أو القاعدة نفسها إذا نسيها، فخطوات التفكير في الحصول عليها تبقى معه.
3
ـ يفهم المتعلّمون التعميمات الّتي يتوصلون إليها بمساعدة المعلّم أكثر من تلك الّتي يقدّمها المعلّم إليهم مهيّأة، أو الّتي يجدونها في كتبهم المقرّرة.
4
ـ يستطيع المتعلّم تطبيق التعميمات الّتي يتوصل إليها بسهولة أكثر من تطبيق تلك الّتي تقدَّم إليه مهيَّأة، وذلك لحسن فهمه لها.
 -5
إنّ أسلوب التفكير الّذي يتعود عليه المتعلّم في الدروس الاستقرائيّة يفيده في حياته القادمة، فالمتعلّم الّذي يتعلّم كيف يفكّر بواسطة الدروس الاستقرائيّة، ويتقن طريقة التفكير في الوصول إلى التعميمات يصبح فرداً مستقلاً في تفكيره واتّجاهاته، وفي أعماله المدرسيّة والحياتيّة الأخرى.
سلبيات الطريقة الاستقرائيّة:
يؤخذ على الطريقة الاستقرائيّة أنّها:
1
ـ لا تمثّل المتعلّم الّذي ينبغي أن يكون محور العمليّة التعليميّة، بل يكون النشاط في   هذه الطريقة معظمه للمعلّم.
2
ـ يتعذّر تطبيق هذه الطريقة في دروس كسب المهارات.
3
ـ تتعارض مع مبادئ علم النفس الحديث بإهمالها الدوافع الداخليّة للفرد واستعداداته للنواحي الوجدانيّة.
4
ـ تهتمّ بدراسة المادّة وتقديم الأفكار الجديدة، وتهمل الحياة ومشكلاتها.
إنّ التوصّل إلى بعض النظريّات والقوانين يحتاج إلى قدرات عالية. لذا تقتصر على المتعلّمين أصحاب المواهب والقدرات العالية. و قد لا يستطيع المتعلّمون العاديّون التوصّل إلى نتائج.
6- تحتاج إلى وقت طويل".

المراجع:
1-    الحيلة ، محمد محمود. طرائق التدريس لاستراتيجياته،دار الكتاب   الجامعي، العين الإمارات المتحدة،ط2،1422،2002
2-    مرعي، توفيق، والحيلة، محمود. طرائق التدريس العامة. دار المسيرة للنشر والتوزيع-عمان. ط5، 2011.
3-    العبيدي، هاني إبراهيم، وحسن، جمال وآخرون:استراتيجيات حديثة في التدريس والتقويم، عالم الكتب الحديث،اربد،ط1، 2006.

هناك 4 تعليقات:

  1. مشكورررررررررررررررررين

    ردحذف
  2. مشكورررررررررررررررررين

    ردحذف
  3. ماهي دروس كسب المهارات أمثلة رجاء

    ردحذف
  4. هذه قواعد تتعلق بعلم المنطق ولااعتقد انها تنفع للطالب الابتدء

    ردحذف